فيما ذكر في بيان عمره الشريف عج
الشيخ الطوسي
2024 Oct 12فيما ذكر في بيان(١) عمره عليه السلام
قد بينا بالاخبار الصحيحة بأن مولد صاحب الزمان عليه السلام كان في سنة ست وخمسين ومائتين وأن أباه عليه السلام مات في سنة ستين(٢) فكانت له حينئذ أربع سنين فيكون عمره إلى حين خروجه ما يقتضيه الحساب ولا ينافي ذلك الاخبار التي رويت في مقدار سنه مختلفة الالفاظ.
٣٩٦ - نحو ما روي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال:ليس صاحب هذا الامر(من جاز من أربعين)(٣)، صاحب هذا الامر القوي المشمر(٤).وما أشبه ذلك من الاخبار التي وردت مختلفة الالفاظ متباينة المعاني(٥).
فالوجه فيها إن صحت أن نقول إنه يظهر في صورة شاب من أبناء أربعين سنة أو ما جانسه، لا أنه يكون عمره كذلك لتسلم الاخبار.
___________________________________
(١) في نسخ " أ، ح، ف، م " مقدار.
(٢) أي في سنة ستين بعد المائتين وفي نسخ " أ، ف، م " وكان بدل " فكانت ".
(٣) في نسخ " أ، ف، م " بدل ما بين القوسين:جاز الاربعين.
(٤) المشمر:أي المرفوع وفي نسخة " ح " المستتر(الشمر خ ل).
(٥) راجع بصائر الدرجات:١٨٨ ح ٥٦ والخرائج:٢ / ٦٩١ ح ٢ وعنهما البحار:٥٢ / ٣١٩ ذح ٢٠.
وفي حلية الابرار:٢ / ٥٧٧ وإثبات الهداة:٣ / ٥٢٠ ح ٣٩٣ عن البصائر.
[٤٢٠]
٣٩٧ – ويقوي ذلك ما رواه أبوعلي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن عمر بن طرخان(١)، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين(٢)، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة(٣)، ويظهر في صورة فتى موفق(٤) ابن ثلاثين سنة(٥).
٣٩٨ - وعنه، عن الحسن بن علي العاقولي(٦)، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال:لو خرج القائم لقد أنكره الناس، يرجع إليهم شابا موفقا، فلا يلبث(٧) عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الاول(٨)
___________________________________
(١) عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلا:روى عنه حميد كتاب أبي يحيى المكفوف.
(٢) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، المدني.
(٣) في البحار:لعل المراد عمره في ملكه وسلطنته، أو هو مما بدا لله تعالى فيه، وفي الاصل:عمر عمر إبراهيم الخليل.
(٤) الموفق:الرشيد(تاج العروس).
(٥) عنه إثبات الهداة:٣ / ٥١١ ح ٣٣٩.
وفي البحار:٥٢ / ٢٨٧ ح ٢٢ عنه وعن غيبة النعماني:١٨٩ صدر ح ٤٤ نحوه.
وأخرجه في حلية الابرار:٢ / ٥٨٤ عن غيبة النعماني ورواه في دلائل الامامة:٢٥٨ باسناده عن أبي علي محمد بن همام نحوه.
(٦) هو الحسن بن علي بن سهل أبومحمد العاقولي كما في أمالي الطوسي:ج ٢ / ١١١ و ١٢٢.
(٧) في نسخة " ف " فلا يثبت وكذا في نسخة " أ ".
(٨) عنه إثبات الهداة:٣ / ٥١٢ ح ٣٤٠.
وفي البحار:٥٢ / ٢٨٧ ح ٢٣ و ٢٤ عنه وعن غيبة النعماني ١٨٨ ح ٤٣ وص ٢١١ ح ٢٠ باسناده عن أبي حمزة عن أبي عبدالله عليه السلام باختلاف.
وأخرجه في الاثبات المذكور ص ٥٣٦ ح ٤٨٣ وحلية الابرار:٢ / ٥٨٣ عن غيبة النعماني.
وفي الاثبات المذكور أيضا ص ٥٨٣ ح ٧٧٨ عن البحار:٥٢ / ٣٨٥ ح ١٩٦ نقلا من الغيبة للسيد علي بن عبدالحميد باختلاف وأورده في منتخب الانوار المضيئة:١٨٨ عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى أبي بصير مثله.
[٤٢١]
٣٩٩ - وروي في خبر آخر:أن في صاحب الزمان عليه السلام شبها من يونس رجوعه من غيبته بشرخ(١) الشباب(٢(
٤٠٠ - وقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال:ما تنكرون أن يمد الله لصاحب هذا الامر في العمر كما مد لنوح عليه السلام في العمر(٣(
ولو لم ترد هذه الاخبار أيضا لكان ذلك مقدورا لله تعالى بلا خلاف بين الامة، وإنما يخالف فيها أصحاب الطبائع والمنجمون وأصحاب الشرائع كلهم على جواز ذلك.
٤٠١ - ويروي النصارى أن فيمن تقدم(٤) من عاش سبعمائة سنة وأكثر(٥(
٤٠٢ - وروى أبوعبيدة معمر بن المثنى البصري التيمي(٦) قال:كانت في غطفان خلة(٧) أشهرتهم بها العرب، كان منهم نصر بن دهمان، وكان من سادة غطفان وقادتها حتى خرف وحناه الاكبر، وعاش تسعين ومائة سنة، فاعتدل بعد
___________________________________
(١) شرخ الشباب:أوله.
(٢) عنه إثبات الهداة:٣ / ٥١٢ ح ٣٤١ ومنتخب الاثر:٢٨٥ ح ٦.
وأخرج نحوه في البحار:٥١ / ٢١٨ والاثبات المذكور ص ٤٦٨ ح ١٣٢ عن كمال الدين:٣٢٧ ضمن ح ٧ باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة:١٨٨ عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى أبي بصير، عن الصادق عليه السلام مثله إلا أن فيه " موسى " بدل " يونس ".
(٣) عنه إثبات الهداة:٣ / ٥١٢ ح ٣٤٢.
وأورده في منتخب الانوار المضيئة:١٨٨ عن أحمد بن محمد الايادي يرفعه إلى أبي بصير، عنه عليه السلام باختلاف يسير.
(٤) في نسخ " أ، ف، م " فيمن تقدم من رهبانهم.
(٥) راجع كنز الفوائد:٢ / ١١٧ وعنه البحار:٥١ / ٢٩٢.
(٦) قال الشيخ المفيد في الارشاد:١٢٨ روى أول خطبة خطبها أمير المؤمنين عليه السلام بعد بيعة الناس له على الامر، وهو ممن لا يتهمه خصوم الشيعة في روايته.
وقال في تهذيب التهذيب:مولاهم البصري النحوي كان من أعلم الناس بأنساب العرب وأيامهم، مات سنة ٢٠٩، وقد تقدم عند ذكر المعمرين.
(٧) الخلة:الخصلة.
(*)
[٤٢٢]
ذلك شابا وأسود شعره، فلا يعرب في العرب أعجوبة مثلها(١).وقد ذكرنا من أخبار المعمرين قطعة فيها كفاية فلا معنى للتعجب من ذلك.وكذلك أصحاب السير ذكروا أن زليخا امرأة العزيز رجعت شابة طرية وتزوجها يوسف عليه السلام(٢).وقصتها في ذلك معروفة(٣).وأما ما روي من الاخبار التي تتضمن أن صاحب الزمان يموت ثم يعيش أو يقتل ثم يعيش، نحو ما رواه:
٤٠٣ - الفضل بن شاذان، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن قاسم الحضرمي، عن أبي سعيد الخراساني قال:قلت لابي عبدالله عليه السلام:لاي شئ سمي القائم؟ قال:لانه يقوم بعدما يموت، إنه يقوم بأمر عظيم يقوم بأمر الله سبحانه(٤(
٤٠٤ - وروى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن الحكم، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:مثل أمرنا في كتاب الله مثل صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثم بعثه(٥(
___________________________________
(١) أورده في منتخب الانوار المضيئة:١٨٩ من طريق العامة عن أبي عبيدة معمر بن المثنى البصري التميمي باختلاف يسير.
وأخرج نحوه في البحار:٥١ / ٢٣٧ عن كمال الدين:٢ / ٥٥٥ وذكر قصته في المعمرين والوصايا ص ٨٠.
(٢) منهم القمي في تفسيره:١ / ٣٥٧ وعنه البحار:١٢ / ٢٥٣ وقصص الانبياء للجزائري ١٩٨ - ١٩٩.
(٣) ذكر قصة تزوجه إياها وكونها بكرا أصحاب التواريخ كالطبري في تاريخه وتفسيره والمسعودي في مروج الذهب وابن الاثير في الكامل وابن كثير في قصص الانبياء وغيرهم.
(٤) عنه البحار:٥١ / ٢٢٤ ح ١٣ وإثبات الهداة:٣ / ٥١٢ ح ٣٤٣.
ويأتي بكامله في ح ٤٨٩.
(٥) عنه البحار:٥١ / ٢٢٤ وإثبات الهداة:٣ / ٥١٢ ح ٣٣٤ والايقاظ من الهجعة:١٨٤ ح ٤٠ و ٣٥٥ ح ٩٨. وقد ذكرنا في ص ١٠٣ أن المراد من صاحب الحمار إما إرميا أو العزير عليهما السلام.
[٤٢٣]
٤٠٥ - وعنه، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن إسحق بن محمد، عن القاسم بن الربيع، عن علي بن خطاب، عن مؤذن مسجد الاحمر قال:سألت أبا عبدالله عليه السلام هل في كتاب الله مثل للقائم عليه السلام؟ فقال:نعم، آية صاحب الحمار أماته الله(مائة عام)(١) ثم بعثه(٢(
٤٠٦ - وروى الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن الفضيل، عن حماد بن عبدالكريم قال:قال أبوعبدالله عليه السلام:إن القائم عليه السلام إذا قام قال الناس:أنى يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل(٣(
فالوجه في هذه الاخبار وما شاكلها أن نقول:يموت ذكره(٤)، ويعتقد أكثر الناس أنه بلي عظامه، ثم يظهره الله كما أظهر صاحب الحمار بعد موته الحقيقي.
وهذا وجه قريب في تأويل هذا الاخبار، على أنه لا يرجع بأخبار آحاد لا توجب علما عما دلت العقول عليه، وساق الاعتبار الصحيح إليه، وعضده الاخبار المتواترة التي قدمناها، بل الواجب التوقف في هذه والتمسك بما هو معلوم، وإنما تأولناها بعد تسليم صحتها على ما يفعل في نظائرها ويعارض هذه الاخبار ما ينافيها(٥(
٤٠٧ - روى الفضل بن شاذان، عن عبدالله بن جبلة، عن سلمة بن
___________________________________
(١) ليس في نسختي " ف، أ ".
(٢) عنه البحار:٥١ / ٢٢٤ وإثبات الهداة:٣ / ٥١٣ ح ٣٤٥ والايقاظ من الهجعة:١٨٥ ح ٤١ وص ٣٥٦ ح ٩٩.
(٣) عنه البحار:٥١ / ٢٢٥ وإثبات الهداة:٣ / ٥١٣ ح ٣٤٦.
وأخرجه في البحار:٥٢ / ٢٩١ ح ٣٨ عن غيبة النعماني:١٥٥ ح ١٤ باسناده عن محمد بن الفضيل باختلاف.
وتقدم في ح ٥٦.
(٤) قد ذكرنا بأنه صرح بذلك في كمال الدين:٣٧٨ ح ٣ ومعاني الاخبار ٦٥ والخرائج:٣ / ١١٧٢.
(٥) من قوله " فالوجه في تأويل هذه الاخبار " إلى هنا في البحار:٥١ / ٢٢٥.
(*)
جناح الجعفي عن حازم بن حبيب قال:قال [لي](١):أبوعبدالله عليه السلام:يا حازم إن لصاحب هذا الامر غيبتين يظهر في الثانية، إن جاءك من يقول:إنه نفض يده من تراب قبره فلا تصدقه(٢(
٤٠٨ - وروى محمد بن عبدالله الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن داود المنقري، عن أبي بصير قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:في صاحب هذا الامر [أربع](٣) سنن من أربعة أنبياء:سنة من موسى عليه السلام، وسنة من عيسى عليه السلام، وسنة من يوسف عليه السلام.
وسنة من محمد صلى الله عليه وآله، فأما سنة من موسى عليه السلام فخائف يترقب، وأما سنة من يوسف عليه السلام فالغيبة(٤)، وأما سنة من عيسى عليه السلام فيقال:مات ولم يمت، وأما سنة من محمد صلى الله عليه وآله وسلم فالسيف(٥(
___________________________________
(١) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(٢) عنه البحار:٥٢ / ١٥٤ ح ٨ وإثبات الهداة:٣ / ٥١٣ ح ٣٤٧.
وأخرجه في البحار:٥٢ / ١٥٥ ذح ١٣ وص ١٥٦ ذح ١٤ عن غيبة النعماني:١٧٢ ذح ٦ باختلاف يسير.
وتقدم في ذح ٤٦ وله تخريجات أخر ذكرناها هناك.
(٣) من نسخ " أ، ف، م ".
(٤) في البحار والامامة والتبصرة وكمال الدين:فالسجن وفي غيبة النعماني:السجن والغيبة.
(٥) عنه إثبات الهداة:٣ / ٥١٣ ح ٣٤٨.
وفي البحار:٥١ / ٢١٦ ح ٣ عنه وعن كمال الدين:١٥٢ ح ١٦ وص ٣٢٦ ح ٦ - باسناديه عن عبدالله بن جعفر الحميري - والامامة والتبصرة:٩٣ ح ٨٤ عن عبدالله بن جعفر الحميري مثله.
وأخرجه في الاثبات المذكور ص ٤٦٠ ح ١٠١ عن الكمال باسناده المذكور وباسناد آخر عن محمد بن عيسى.
وفي البحار:١٤ / ٣٣٩ ح ١٤ عن الكمال مختصرا.
وفي البحار:٥٢ / ٣٤٧ ح ٩٧ عن غيبة النعماني:١٦٤ ح ٥ باسناده عن أبي بصير نحوه مفصلا.
وفي البحار:٥١ / ٢١٨ ح ٧ والاثبات المذكور أيضا ص ٤٦٨ ح ١٣٤ عن كمال الدين:٣٢٩ ح ١١ باسناده عن أبي بصير كما في النعماني.
ورواه في تقريب المعارف:١٩٠ عن أبي بصير باختلاف يسير. وفي كنز الفوائد:١ / ٣٧٤ عن الباقر عليه السلام باختلاف يسير وفي إثبات الوصية:٢٢٦ عن الحميري نحوه.
وأورده في إعلام الورى:٤٠٣ عن أبي بصير مثله.وتقدم في ح ٥٧.
[٤٢٤]
٤٠٩ - وروى الفضل بن شاذان، عن أحمد بن عيسى العلوي، عن أبيه، عن جده قال:قال أمير المؤمنين عليه السلام:صاحب هذا الامر من ولدي(الذي)(١) يقال:مات قتل لا بل هلك لا بل بأي واد سلك(٢)
___________________________________
(١) ليس في نسخة " ف ".
(٢) عنه إثبات الهداة:٣ / ٥١٤ ح ٣٤٩.
وأخرجه في البحار:٥١ / ١١٤ ح ١١ وإثبات الهداة:٣ / ٥٣٣ ح ٤٦٨ عن غيبة النعماني:١٥٦ ح ١٨ باسناده عن عيسى بن عبدالله العلوي باختلاف يسير.
[٤٢٥]
(( ضمن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ))
التعلیقات