الدلاله على عدد الاثني عشر من الأئمة من طريق العامّة
بحوث حول المؤمل
2024 Oct 15اعلم : أنّ الخبر إذا رواه المعترف بصحّته ، الدائن بصدقه ، ووافقه في ذلك المنكر لمضمونه ، الدافع لما اشتمل عليه ، فقد أسفر فيه الحقّ عن وجه الدلالة ، لاتّفاق المتضادّين في المقالة ، إذ لو كان باطلا لما توفّرت دواعي المنكر له في نقله وهو حجّة عليه ، بل كانت منه الدواعي متوفّرة في دفعه على مجرى العرف والعادة ، لا سيّما وقد سلم من نقل معارضة تسقط الحجّة به ، أو دعوى تكافئه في الظاهر فتمنع من العمل عليه والاعتقاد به ، وإذا كانت الأخبار الواردة في أعداد الأئمّة عليهمالسلام بهذه الصفة فقد وجب القطع بصحّتها.
فممّا جاء من الأخبار التي نقلها أصحاب الحديث غير الإماميّة في ذلك وصحّحوها : ما رواه الإمام أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقنديّ ـ محدّث خراسان ـ قال : أخبرنا أبو العبّاس المستغفريّ قال : حدّثنا أبو الحسين (١) نصر بن أحمد بن إسماعيل الكسائي (٢) ، أخبرنا أبو حاتم جبريل ابن مجاع الكسائي ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : وأخبرنا أبو القاسم الكاتب ، أخبرنا أبو حامد الصائغ ، أخبرنا أبو العبّاس الثقفي ، حدثنا قتيبة.
__________________
(١) في نسخة « م » : الحسن.
(٢) في نسخة ق : الكشاني.
١٥٧
وأخبرنا أبو سلمة القاضي ، أخبرنا أبو القاسم النسوي ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا : حدّثنا حاتم بن إسماعيل ، عن المهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص قال : كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع : أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكتب إليّ : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم جمعة عشيّة رجم الأسلمي يقول : « لا يزال الدين قائما حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ، ثمّ يخرج كذّابون بين يدي الساعة ».
وسمعته يقول : « أنا الفرط على الحوض ».
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد (١).
قال : وأخبرنا أبو القاسم الكاتب ، أخبرنا أبو حامد الصائغ ، أخبرنا أبو العبّاس الثقفيّ ، حدّثنا محمد بن رافع ، حدّثنا ابن أبي فديك ، أخبرنا ابن أبي ذئب ، عن مهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد : أنّه أرسل إلى ابن سمرة العدوي فقال : حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكتب : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لا يزال الدين قائما حتّى يكون اثنا عشر خليفة من قريش ، ثمّ يخرج كذّابون بين يدي الساعة ، وأنا الفرط على الحوض ».
رواه مسلم عن محمد بن رافع (٢).
وأخبرنا عبد العزيز بن أحمد الكاتب ، حدّثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحارثي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدّثنا قتيبة ، حدّثنا أبو عوانة ، عن سمّاك ، عن جابر بن سمرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٣ / ١٨٢٢ ، ورواه أحمد في مسنده ٥ : ٨٩.
(٢) صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٤ ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير ٢ : ١٩٩ / ١٨٠٨.
١٥٨
قال : « يكون بعدي اثنا عشر أميرا » ، وتكلّم بكلمة فلم أفهم ما قال ، فسألت القوم فزعموا أنّه قال : « كلّهم من قريش ».
رواه مسلم عن قتيبة (١).
قال : وأخبرنا أبو سلمة القاضي ، حدّثنا أبو القاسم النسوي ، أخبرنا أبو العبّاس النسوي ، حدّثنا أبو الحصين عبد الله بن أحمد بن عبد الله اليربوعي ، حدّثنا عنبر ، حدّثنا حصين ، عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لي : « إنّ هذا الأمر لن ينقضي ـ أو لن يمضي ـ حتّى يكون فيكم اثنا عشر خليفة » ثمّ قال : شيئا لم أسمعه ، فسألتهم ، فقالوا : « كلّهم من قريش » (٢).
قال : وأخبرنا أبو سلمة القاضي ، أخبرنا أبو القاسم النسوي ، أخبرنا أبو العبّاس النسوي ، حدّثنا أبو عمارة ، حدّثنا الفضل بن موسى ، عن وهب ، عن أبي خالد الوالبيّ قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « لا يضرّ هذا الدين من ناواه حتّى يقوم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش » (٣).
قال : وأخبرنا أبو سلمة القاضي ، حدّثنا أبو القاسم النسوي ، حدّثنا أبو العبّاس النسوي ، حدّثنا جعفر بن حميد العبسي ، حدّثنا يونس بن أبي يعفور ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يزال أمر أمّتي صالحا حتّى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من
__________________
(١) صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٣ ، ورواه أحمد في مسنده ٥ : ٩٤ و ٩٩ و ١٠٨ ، والترمذي في سننه ٤ : ٥٠١ / ٢٢٢٣ ، والطبراني في المعجم الكبير ٢ : ٢٢٣ / ١٩٢٣ و ٢٢٦ / ١٩٣٦.
(٢) صحيح مسلم ٣ : ١٤٥٢ / ١٨٢١ ، المعجم الكبير للطبراني ٢ : ٢٥٥ / ٢٠٦٨.
(٣) المعجم الكبير للطبراني ٢ : ٢٠٨ / ١٨٥٢ ، ونحوه في مسند أحمد ٥ : ٨٨.
١٥٩
قريش » (١).
وممّا ذكره الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمّد بن النعمان (٢) في كتابه :
قال : ومن ذلك ما رواه محمّد بن عثمان الدهني حدّثنا عبد الله بن جعفر الرقّي ، قال : حدّثنا عيسى بن يونس ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : كنّا عند عبد الله بن مسعود فقال له رجل : أحدّثكم نبيّكم صلىاللهعليهوآلهوسلم كم يكون بعده من الخلفاء؟ فقال له عبد الله : نعم ، وما سألني عنها أحد قبلك ، وإنّك لأحدث القوم سنّا ، سمعته عليهالسلام يقول : « يكون بعدي من الخلفاء عدّة نقباء موسى اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش » (٣).
وروى عثمان بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج ، وأبو كريب ، ومحمود ابن غيلان ، وعليّ بن محمد ، وإبراهيم بن سعيد جميعا ، عن أبي أسامة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق مثل الأوّل بعينه (٤).
ورواه أبو أسامة ، عن أشعث ، عن عامر الشعبي ، عن عمّه قيس بن عبد الله ، عن عبد الله بن مسعود. وذكر نحوه (٥).
__________________
(١) أخبار اصفهان ٢ : ١٧٦ ، المعجم الكبير للطبراني ٢٢ : ١٢٠ / ٣٠٨ ، مجمع الزوائد ٥ : ١٩٠ ، فتح الباري ١٣ : ١٨٠.
(٢) كذا في جميع النسخ ، ولعله اشتباه وقع فيه النسّاخ ، إذ أن هذه الروايات وردت بعينها في كتاب الغيبة للشيخ محمد بن إبراهيم النعماني وليس في كتاب الشيخ المفيد كما هو مثبت أعلاه ، فتأمّل.
(٣) الغيبة للنعماني : ١١٦ / ٣ ، ورواه الطوسي في الغيبة ١٣٣ / ٩٧ ، الخصال : ٤٦٨ / ١٠ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٦ : ٢٩٨ / ١٣٢.
(٤) الغيبة للنعماني : ١١٦ / ٢ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٦ : ٢٩٩ / ١٣٢.
(٥) الغيبة للنعماني : ١١٧ / ٣ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٦ : ٢٩٩ / ١٣٢.
١٦٠
ورواه حمّاد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عبد الله. وزاد فيه : قال : كنّا جلوسا عند عبد الله يقرئنا القرآن فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، هل سألتم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كم يملك أمر هذه الامّة من خليفة بعده؟
فقال له عبد الله : ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق ، نعم سألنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل » (١).
وروى عبد الله بن أبي أميّة مولى [ بني ] مجاشع ، عن يزيد الرقّاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش ، فإذا مضوا ساخت (٢) الأرض بأهلها » (٣) وساق الحديث.
ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن عليّ بن جعد ، عن زهير بن معاوية ، عن زياد بن خيثمة ، عن الأسود بن سعيد الهمدانيّ قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش » ، فقالوا له : ثمّ يكون ما ذا؟ قال : « ثمّ يكون الهرج » (٤).
__________________
(١) الغيبة للنعماني : ١١٨ / ٥ ، ورواه ابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٢٩٠ ، والجوهري في مقتضب الأثر : ٣ وأحمد في مسنده ١ : ٣٩٨ و ٤٠٦ ، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٨ : ٤٤٤ / ٥٠٣١ و ٩ : ٢٢٢ / ٥٣٢٢ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٥ : ١٩٠.
(٢) في نسختي « ق » و « ط » : ماجت.
(٣) الغيبة للنعماني : ١١٩ / ٦ ، ورواه الجوهري في مقتضب الأثر : ٤.
(٤) الغيبة للنعماني : ١٠٢ / ٣١ ، ورواه الطوسي في الغيبة : ١٢٧ / ٩٠ ، وابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٢٩٠ ، وأحمد في مسنده ٥ : ٩٢ ، والطبراني في المعجم الكبير ٢ : ٢٥٣ / ٢٠٥٩.
١٦١
ورواه سمّاك بن حرب ، وزياد بن علاقة ، وحصين بن عبد الرحمن ، عن جابر بن سمرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مثله (١).
ورواه سليمان بن أحمر قال : حدّثنا ابن عون ، عن الشعبي ، عن جابر ابن سمرة ؛ عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة » فجعل الناس يقومون ويقعدون ، وتكلّم بكلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي ـ أو لأخي ـ : أيّ شيء قال؟ قال : قال : « كلّهم من قريش » (٢)
ورواه فطر بن خليفة ، عن أبي خالد الوالبيّ ، عن جابر بن سمرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مثله (٣)
ورواه سهل بن حمّاد ، عن يونس بن أبي يعفور قال : حدّثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال : كنت عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعمّي جالس بين يديه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يزال أمر أمّتي صالحا حتّى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش » (٤).
اسم أبي جحيفة وهب بن عبد الله.
__________________
(١) الغيبة للنعماني : ١٠٣ / ٣٢ ، و ١٢٣ / ١٤ ، ورواه الطوسي في الغيبة : ١٢٨ / ٩١ ، وابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٢٩٠ ، وأحمد في مسند ٥ : ٩٢ ، والطبراني في المعجم الكبير ٢ : ٢٥٤ / ٢٠٦٣.
(٢) الغيبة للنعماني : ١٠٣ / ٣٣ ، ورواه الطوسي في الغيبة : ١٢٩ / ٩٣ ، وابن بطريق في العمدة : ٤١٨ / ٨٦٥ ، والطبراني باختلاف يسير في المعجم الكبير ٢ : ١٩٥ ـ ١٩٦ / ١٧٩١ و ١٧٩٥.
(٣) الغيبة للنعماني : ١٠٦ / ٣٦ و ١٠٧ / ٣٨ ، ورواه الطوسي في الغيبة : ١٣٢ / ٩٦.
(٤) الغيبة للنعماني : ١٢٥ / ٢١ ، ورواه ابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٢٩١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٥ : ١٩٠.
١٦٢
وروى الليث بن سعد ، عن خالد بن زيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف قال : كنّا عند شقيق (١) الأصبحي فقال : سمعت عبد الله ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « يكون خلفي اثنا عشر خليفة » (٢).
ورواه حمّاد بن سلمة عن أبي الطفيل قال : قال لي عبد الله بن عمر : يا أبا الطفيل أعدد اثني عشر خليفة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ يكون النقف والنقاف (٣) (٤).
وممّا ذكره الشيخ أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي رحمهالله في كتابه في الردّ على الزيديّة قال : أخبرني أبي قال : أخبرني الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدّثنا محمد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد الأسدي ، عن
__________________
(١) كذا في نسخنا وهو تصحيف صوابه : شفى بن ماتع الأصبحي ، من التابعين.
أرسل عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة.
وثّقه النسائي وابن حبّان والعجلي وابن يونس وغيرهم.
قيل : توفي عام ( ١٠٥ ه ).
انظر : تهذيب التهذيب ٤ : ٣١٥ ، الثقات لابن حبّان ٤ : ٣٧١ ، طبقات ابن سعد ٧.
٥١٣ ، اسد الغابة ٢ : ٣٧٤ / ٢٤٤٣ ، تهذيب الكمال ١٢ : ٥٤٣ / ٢٧٦٤.
(٢) الغيبة للنعماني : ١٠٤ / ٣٤ ، ورواه الطوسي في الغيبة : ١٣٠ / ٩٤ ، وابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٢٩١.
(٣) قال ابن الأثير في النهاية ( ٥ : ١٠٩ ) : وفي حديث عبد الله بن عمر : « اعدد اثني عشر.
ثم يكون النقف والنقاف » أي القتل والقتال ، والنقف : هشم الرأس. أي تهيج الفتن والحروب بعدهم.
(٤) الغيبة للنعماني : ١٠٥ / ٣٥ و ١٢٧ / ٢٤ ، ورواه الطوسي في الغيبة : ١٣١ / ٩٥ ، وابن شهرآشوب في المناقب ١ : ٢٩١.
١٦٣
الأعمش ، عن عباية بن ربعيّ ، عن ابن عبّاس قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين حضرته وفاته فقلت : يا رسول الله إذا كان ما نعوذ بالله منه فإلى من؟
فأشار إلى عليّ عليهالسلام فقال : « إلى هذا ، فإنّه مع الحقّ والحقّ معه ، ثمّ يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته » (١).
قال : وأخبرني المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرني محمد بن عليّ قال : حدّثني حمزة بن محمد العلوي ، حدّثنا أحمد ابن يحيى الشحّام ، حدّثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي غياث الأعين ، حدّثنا سويد بن سعيد الأنباريّ ، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن بن شردين الصنعاني ، عن ابن مثنّى ، عن أبيه ، عن عائشة قال : سألتها كم خليفة يكون لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقالت : أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنّه يكون بعده اثنا عشر خليفة.
قال : فقلت لها : من هم؟ فقالت : أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقلت لها : فاعرضيه ، فأبت (٢).
قال : وأخبرني أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو بشر أحمد ابن إبراهيم بن أحمد العمّي قال : أخبرنا محمد بن زكريّا بن دينار الغلابي حدّثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس قال :
__________________
(١) كشف الغمة ٢ : ٥٠٤ ، وروى قطعة منه الخزاز في كفاية الأثر : ١٨ و ٢٠ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٦ : ٣٠٠ / ١٣٦.
(٢) كشف الغمة ٢ : ٥٠٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٦ : ٣٠٠ / ١٣٧.
١٦٤
حدّثني أبي قال : كنت يوما عند الرشيد فذكر المهديّ وما ذكر من عدله ، فأطنب في ذلك ، فقال الرشيد : إنّي أحسبكم تحسبونه أبي ، ( إنّ أبي ) (١) المهدي. حدثني عن أبيه ، عن جدّه ، عن ابن عبّاس ، عن أبيه العبّاس بن عبد المطّلب : أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له : « يا عمّ ، يملك من ولدي اثنا عشر خليفة ، ثمّ تكون أمور كريهة وشدة عظيمة ، ثمّ يخرج المهديّ من ولدي ، يصلح الله أمره في ليلة ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثمّ يخرج الدجال » (٢).
هذا بعض ما جاء من الأخبار من طرق المخالفين ورواياتهم في النصّ على عدد الأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام ، وإذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك ـ كما نقلته الشيعة الإمامية ـ ولم تنكر ما تضمّنه الخبر فهو أدلّ دليل على أنّ الله تعالى هو الذي سخّرهم لروايته ، إقامة لحجّته ، وإعلاء لكلمته ، وما هذا الأمر إلاّ كالخارق للعادة ، والخارج عن الامور المعتادة ، ولا يقدر عليه إلاّ الله تعالى الذي يذلّل الصعب ، ويقلّب القلب ، ويسهّل العسير ، وهو على كلّ شيء قدير.
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في نسختي « ط » و « م » وكذا في نسخة البحار والمصادر المذكورة ، ولكنّا اثبتناه من نسخة « ق » لضرورة السياق.
(٢) مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٢٩٢ ، فرائد السمطين ٢ : ٣٢٩ / ٥٧٩ ، ودون صدره في كشف الغمة ٢ : ٥٠٥ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٣٦ : ٣٠٠ / ١٣٨
( ضمن كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ٢ الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي )
التعلیقات