في ذكر علامات خروجه عليه السلام
علامات الظهور
2024 Oct 16في ذكر علامات خروجه عليه السلام
قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيامه عليهالسلام ، فمن ذلك ما رواه صفوان بن يحيى ، عن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « خمس قبل قيام القائم : اليماني ، والسفياني ، والمنادي ينادي من السماء ، وخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكيّة » (١).
ومنه ما رواه عليّ بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا تقوم الساعة حتى يخرج المهديّ من ولدي ، ولا يخرج المهديّ حتى يخرج ستّون كذّابا كلّهم يقول : أنا نبيّ » (٢).
وروى الفضل بن شاذان ، عمن رواه ، عن أبي حمزة قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : خروج السفياني من المحتوم؟ قال : « نعم ، والنداء من المحتوم ، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم ، واختلاف بني العباس محتوم ، وقتل النفس الزكيّة محتوم ، وخروج القائم من آل محمد محتوم ».
قلت له : وكيف يكون النداء؟ فقال : « ينادي مناد من السماء أوّل النهار : ألا إنّ الحقّ مع آل عليّ وشيعته ، ثمّ ينادي إبليس في آخر النهار : ألا إنّ الحقّ مع عثمان (٣) وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون » (٤).
__________________
(١) كمال الدين : ٦٤٩ / ١.
(٢) إرشاد المفيد ٢ : ٣٧١ ، كشف الغمة ٢ : ٤٥٩ ، ورواه الطوسي في الغيبة : ٤٣٤ / ٤٢٤ دون ذكر ( حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي ).
(٣) المراد عثمان بن عنبسة ، وهو السفياني.
(٤) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧١ ، وباختلاف في كمال الدين : ٦٥٢ / ١٤ ، غيبة الطوسي : ٤٧٤ / ٤٩٧ ، وصدره في : الفصول المهمة : ٣٠٢.
٢٧٩
وروى الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « لا يخرج القائم حتّى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلّهم يدعو إلى نفسه » (١).
وروى صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمد الجعفيّ ، عن جابر قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : « توقّوا آخر دولة بني العبّاس ، فإنّ لهم في شيعتنا لذعات أمضّ من الحريق الملتهب ».
وروى عمّار الساباطيّ ، عن أبي الحسن عليهالسلام قال : « آخر دولة ولد العبّاس ضرام عرفج (٢) ، يلتهب ، فتوقوهم فإنّ المتوقّي لهم فائز ».
وروى الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، والعلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « إنّ قدّام القائم علامات تكون من الله تعالى للمؤمنين ».
قلت : فما هي جعلني الله فداك؟
قال : « ذاك قول الله عزّ وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم ( بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (٣) قال : « يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في
__________________
٤٣٥ / ٤٢٥.
(١) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٢ ، غيبة الطوسي : ٤٣٧ / ٤٢٨ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٢ ، كشف الغمة ٢ : ٤٥٩.
(٢) العرفج : شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار ، ولهبه شديد الحمرة ، يبالغ بحمرته فيقال : كضرام عرفج.
« انظر : النهاية ٣ : ٢١٩ ، لسان العرب ٢ : ٣٢٣ ».
(٣) البقرة ٢ : ١٥٥.
٢٨٠
آخر سلطانهم ، والجوع بغلاء الأسعار ، ونقص من الأموال بكساد (١) التجارات وقلّة الفضل ، ونقص من الأنفس بالموت الذريع ، ونقص من الثمرات قلّة ريع ما يزرع وقلّة بركات الثمرات ، وبشّر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم » ثم قال لي : « يا محمد ، هذا تأويله ، انّ الله تعالى يقول : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (٢) » (٣).
وروى عليّ بن مهزيار ، عن عبد الله بن محمد الحجّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن شعيب الحذّاء ، عن أبي صالح مولى بني العذراء قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : « ليس بين قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكيّة إلاّ خمس عشرة ليلة » (٤).
وروى محمد بن أبي البلاد ، عن عليّ بن محمد الأودي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض ، وجراد في حينه وجراد في غير حينه ، كألوان الدم ، فأمّا الموت الأحمر فالسيف ، وأمّا الموت الأبيض فالطاعون » (٥).
وروى الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « الزم الأرض ولا تحرّك يدا
__________________
(١) في نسختي « ط » و « ق » : بفساد.
(٢) آل عمران ٣ : ٧.
(٣) كمال الدين : ٦٤٩ / ٣ ، غيبة النعماني : ٢٥٠ / ٥ ، دلائل الامامة : ٢٥٩ ، وباختلاف يسير في : الامامة والتبصرة : ١٣٩ / ١٣٢ ، وارشاد المفيد ٢ : ٣٧٧ ، والخرائج والجرائح ٣ : ١١٥٣ / ٦٠.
(٤) كمال الدين : ٦٤٩ / ٢ ، غيبة الطوسي : ٤٤٥ / ٤٤٠ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٧٤.
(٥) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٢ ، غيبة الطوسي : ٤٣٨ / ٤٣٠ ، غيبة النعماني : ٢٧٧ / ٦١ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١٥٢.
٢٨١
ولا رجلا حتّى ترى علامات أذكرها لك ، وما أراك تدرك [ ذلك ] : اختلاف بني العباس ، ومناد ينادي من السماء ، وخسف قرية من قرى الشام تسمّى الجابية ، ونزول الترك الجزيرة ، ونزول الروم الرملة ، واختلاف كثير عند ذلك في كلّ أرض حتّى تخرب الشام ، ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها : راية الأصهب ، وراية الأبقع ، وراية السفياني » (١).
وروى قتيبة عن محمد بن عبد الله بن منصور البجليّ قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن اسم السفياني فقال : « وما تصنع باسمه؟! إذا ملك كور الشام الخمس : دمشق ، وحمص ، وفلسطين ، والاردن ، وقنسرين ، فتوقّعوا عند ذلك الفرج ».
قلت : يملك تسعة أشهر؟
قال : « لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا تزيد يوما » (٢).
وروى محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : « قال أبي عليهالسلام : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه ، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جدري ، إذا رأيته حسبته أعور ، اسمه عثمان وأبوه عيينة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتّى يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها » (٣).
وروى عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن موسى عليهالسلام في قوله تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
__________________
(١) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٢ ، الاختصاص : ٢٤٩ ، الغيبة للنعماني : ٢٧٩ / ٦٧ ، الغيبة للطوسي : ٤٤١ / ٤٣٤ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١٥٦ ، الفصول المهمة : ٣٠١.
(٢) كمال الدين : ٦٥١ / ١١.
(٣) كمال الدين : ٦٥١ / ٩ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١٥٠.
٢٨٢
الْحَقُّ ) (١) قال : « الفتن في آفاق الأرض ، والمسخ في أعداد الحقّ » (٢)
وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : ( إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) (٣) قال : « سيفعل الله ذلك بهم ».
قال : فقلت : من هم؟
قال : « بنو اميّة وشيعتهم ».
قلت : وما الآية؟
قال : « ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر ، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، ذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه » (٤).
العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام قال : « إذا رأيتم نارا من المشرق كهيئة المرد (٥) العظيم يطلع ثلاثة أيّام أو سبعة ـ الشكّ من العلاء ـ فتوقّعوا فرج آل محمد ، إنّ الله عزيز كريم » (٦).
علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
__________________
(١) فصلت ٤١ : ٥٣.
(٢) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٣.
(٣) الشعراء ٢٦ : ٤.
(٤) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٣.
(٥) كذا في نسخنا ، وفي غيبة النعماني : الهردي ، وهو الثوب المصبوغ بالهرد ، أي بالكركم.
وقيل : هو الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة.
ولعل المراد به أنّ لون هذه النار العظيمة صفراء تميل إلى الحمرة لشدة اشتعالها. والله تعالى هو العالم.
انظر : لسان العرب ٣ : ٤٣٥.
(٦) الغيبة للنعماني : ٢٥٣ / ١٣.
٢٨٣
« إنّ قدّام القائم لسنة غيداقة (١) تفسد الثمر في النخل ، فلا تشكّوا في ذلك » (٢).
سيف بن عميرة ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « خروج الثلاثة : السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ، لأنّه يدعو إلى الحقّ » (٣).
عليّ بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم قال : سأل رجل أبا الحسن عليهالسلام عن الفرج ، فقال : « تريد الإكثار أم اجمل لك؟ »
قال : بل تجمل لي.
قال : « إذا ركزت رايات قيس بمصر ، ورايات كندة بخراسان » (٤).
إبراهيم بن محمد بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « سنة الفتح ينشق الفرات حتّى يدخل أزقّة الكوفة » (٥).
الحسين بن يزيد ، عن منذر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء ، وحمرة تجلّل السماء ، وخسف ببغداد ، وخسف ببلد البصرة ، ودماء تسفك بها ، وخراب دورها ، وفناء يقع في أهلها ، وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار » (٦).
__________________
(١) الغدق : المطر الكثير العام ، وقد غيدق المطر : كثر « لسان العرب ١٠ : ٢٨٢ ».
(٢) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٧ ، غيبة الطوسي : ٤٤٩ / ٤٥٠ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٤
(٣) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٥ ، غيبة الطوسي : ٤٤٦ / ٤٤٣ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٣
(٤) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٦ ، غيبة الطوسي : ٤٤٨ / ٤٤٩ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٤
(٥) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٧ ، غيبة الطوسي : ٤٥١ / ٤٥٦ ، الخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٤
(٦) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٨.
٢٨٤
الفضل بن شاذان ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن ثعلبة الأزدي قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : « آيتان تكونان قبل قيام القائم : كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان ، وخسوف القمر في آخره ».
قال : فقلت : يا ابن رسول الله ، تنكسف الشمس في النصف من الشهر والقمر في آخر الشهر؟
فقال : « أنا أعلم بما قلت ، إنّهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم عليهالسلام » (١).
عبد الله بن بكير ، عن عبد الملك بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن سعيد ابن جبير قال : إنّ السنة التي يقوم فيها المهديّ تمطر الأرض أربعا وعشرين مطرة ترى آثارها وبركاتها (٢) إن شاء الله (٣).
__________________
(١) الكافي ٨ : ٢١٢ / ٢٥٨ ، ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٤ ، غيبة الطوسي : ٤٤٤ / ٤٣٩ ، غيبة النعماني : ٢٧١ / ٤٥.
(٢) في نسخة « ط » : وبركتها.
(٣) ارشاد المفيد ٢ : ٣٧٣ ، غيبة الطوسي : ٤٤٣ / ٤٣٥.
ضمن كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى - ج ٢ الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
التعلیقات