في بيان ظهور آيات الإمام زين العابدين عليه السلام من الإخبار بالغائبات
ابن حمزة
2024 Oct 16في بيان ظهور آيات الإمام زين العابدين عليه السلام من الإخبار بالغائبات
في بيان ظهور آياته من الإِخبار بالغائبات
وفيه : خمسة أحاديث
298 / 1 ـ عن عبد الله بن عطاء التميميّ ، قال : كنت مع عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم في المسجد ، فمرّ عمر بن عبد العزيز وعليه نعلان شراكهما فضّة ، وكان من أخرق (1) الناس ، وهو شاب ، فنظر إليه عليّ بن الحسين زين العابدين عليه السلام وقال : « يا عبد الله ، أترى هذا المترف ، إنّه لن يموت حتّى يلي الناس ».
قلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، هذا الفاسق ؟! قال : « نعم ، ولا يلبث إلّا يسيراً حتّى يموت ، فإذا مات لعنه أهل السماء ، واستغفر له أهل الأرض ».
299 / 2 ـ عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه ، قال : « لمّا دخل كنكر الكابلي على عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما ، فقال له : يا وردان. فقال كنكر : ليس اسمي وردان. فقال له عليّ بن الحسين : بل تكذب ، يوم ولدتك أمّك سمّتك وردان ، وجاء أبوك فسمّاك كنكر. فقال : أشهد أن لا إلٰه إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله ، وأنّك وصيّه من بعده ، وأشهد أن أمّي حدّثتني بهذا الحديث بعد ما عقلت ».
300 / 3 ـ عن الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما ، قال : « لمّا قُتِلَ ابن الزبير وظهر عبد الملك بن مروان على الأمر كتب إلى الحجّاج بن يوسف ـ وكان عامله على الحجاز ـ :
بِسْمِ الله الرَّحمٰنِ الرَّحِيمِ.
من عبد الله عبد الملك إلى الحجّاج بن يوسف.
أمّا بعد ، فانظر دماء بني عبد المطلب واحقنها واجتنبها ، فإنّي رأيت آل أبي سفيان لمّا ولغوا في دمائهم لم يلبثوا إلّا قليلًا ، والسلام.
وبعث بالكتاب سرَّاً ، فبعث عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما إلى عبد الملك بن مروان :
أما بعد ، فإنّك كتبت في يوم كذا ، في ساعة كذا ، في شهر كذا ، في سنة كذا بكذا وكذا ، وإنّ الله تعالى قد شكر لك ذلك ، لأنّ رسول الله (ص) أتاني في منامي فأخبرني أنّك كتبت في يوم كذا ، في ساعة كذا ، وأنّ الله تعالى قد شكر لك ذلك ، وثبّت ملكك ، وزادك فيه برهة.
ثمّ طوى الكتاب وختمه وأرسله مع غلام له على بعير ، وأمره أن يوصله إلى عبد الملك ، فلمّا نظر في التاريخ وجده وافق تلك الساعة التي بعث بالكتاب إلى الحجّاج فيها ، فلم يشكّ في صدق عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما ، وفرح فرحاً شديداً ، وبعث إلى عليّ بن الحسين بوقر راحلته دنانير وأثواباً لما سرّ به من الكتاب » والمنّة لله.
301 / 4 ـ عن الزهريّ ، قال : كان لي أخ في الله تعالى ، وكنت شديد المحبّة له ، فمات في جهاد الروم ، فاغتبطت به وفرحت أن استشهد ، وتمنيت أنّي كنت استشهدت معه ، فنمت ذات ليلة ، فرأيته في منامي.
فقلت له : ما فعل بك ربّك ؟ فقال : غفر الله لي بجهادي ، وحبّي محمّداً وآل محمّد ، وزادني في الجنّة مسيرة مائة ألف عام من كلّ جانب من الممالك بشفاعة عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما.
فقلت له : قد اغتبطت أن استشهدت بمثل ما أنت عليه [ قال : أنت ] (1) فوقي من مسيرة ألف ألف عام.
فقلت : بماذا ؟! فقال : ألست تلقى عليّ بن الحسين عليه السلام في كلّ جمعة مرّة وتسلّم عليه ، وإذا رأيت وجهه صلّيت على محمّد وآل محمّد ، ثمّ تروي عنه ، وتذكر في هذا الزمان النكد ـ زمان بني أميّة ـ فتعرَّض للمكروه ، ولكن الله يقيك.
فلمّا انتبهت قلت : لعلّه أضغاث أحلام. فعاودني النوم فرأيت ذلك الرجل يقول : أشككت ؟ لا تشك فإنّ الشكّ كفر ، ولا تخبر بما رأيت أحداً ، فإنّ عليّ بن الحسين يخبرك بمنامك هذا كما أخبر رسول الله (ص) أبا بكر بمنامه في طريقه من الشام. فانتبهت وصلّيت فإذا رسول عليّ بن الحسين صلوات الله عليه ، فصرت إليه فقال : « يا زهريّ ، رأيت البارحة كذا وكذا . . . » المنامين جميعاً على وجههما.
302 / 5 ـ عن أبي خالد الكابليّ ، قال : لمّا قُتِل أبو عبد الله الحسين صلوات الله عليه وبقيت الشيعة متحيرة ولزم عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما منزله ، اختلفت الشيعة إلى الحسن بن الحسن ، وكنت فيمن يختلف إليه وجعلت الشيعة تسأله عن مسألة ولا يجيب فيها ، وبقيت لا أدري مَن الإِمام متحيّراً ، وإنّي سألته ذات يوم فقلت له : جعلت فداك ، عندك سلاح رسول الله (ص) فغضب ، ثمّ قال :
يا معشر الشيعة ، تعنّونا (1) ؟! فخرجت من عنده حزيناً كئيباً لا أدري أين أتوجه ، فمررت بباب عليّ بن الحسين زين العابدين عليه الصلاة والسلام قائمٌ الظهيرة ، فإذا أنا به في دهليزه قد فتح بابه ، فنظر إليَّ فقال : « يا كنكر » فقلت : جعلت فداك ، والله إنّ هذا الاسم ما عرفه أحد إلّا الله عزّ وجل ، وأنا ، وأمّي كانت تلقبني به وتناديني وأنا صغير.
قال : فقال لي : « كنت عند الحسن بن الحسن ؟ » قلت : نعم.
قال : « إن شئت حدّثتك ، وإن شئت تحدّثني ؟ ». فقلت : بأبي أنت وأمّي فحدّثني ، قال : « سألته عن سلاح رسول الله (ص) ، فقال : يا معشر الشيعة ، تعنّونا ؟ » (1) فقلت : جعلت فداك ، كذا والله كانت القضيّة ، فقال للجارية : « إبعثي إليَّ بالسفط » فأخرجت إليه سفطاً مختوماً ، ففضّ خاتمه وفتحه ، ثمّ قال : « هذه درع رسول الله (ص) » ثمّ أخذها ولبسها ، فإذا هي إلى نصف ساقه.
قال : فقال لها : « اسبغي » (2) فإذا هي تنجرّ في الأرض. ثمّ قال : « تقلّصي » فرجعت إلى حالها. ثمّ قال صلوات الله عليه : « إنّ رسول الله (ص) إذا لبسها قال لها هكذا ، وفعلت هكذا مثله ».
الهوامش
1. دلائل الإِمامة : 88 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 143.
(1) في م : أدق ، وفي ش ، ص : أحمق.
2. رجال الكشي : 120 / 192 ، الخرائج والجرائح 1 : 262 ، قطعة منه ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 147 ، نحوه ، أعلام الورىٰ : 259 ، الهداية الكبرىٰ : 221 ، مدينة المعاجز : 316 / 82 ، عن كتابنا.
3. بصائر الدرجات : 396 / 4 ، اثبات الوصية : 168 ، الاختصاص : 308 ، الخرائج والجرائح 1 : 256 ، كشف الغمة 2 : 324 ، الصراط المستقيم 2 : 180 / 2 ، الهداية الكبرىٰ : 223 ، مدينة المعاجز : 307 / 43 ، عن كتابنا.
4. عنه في مدينة المعاجز : 319 / 95.
(1) في الأصل : وكنت . وفي ر : فقال : قد اغتبطت أن تستشهد بمثل ما أنا عليه وكنت.
5. رجال الكشي : 120 ، مناقب ابن شهراشوب 4 : 135 ، الهداية الكبرىٰ : 225 ، مدينة المعاجز : 312 / 64 ، قطعة منه.
(1) في بعض النسخ : تعيبونا ، وفي هامش ر : تعنتونا.
(2) يقال للدرع التي تجرّها في الأرض أو على كعبيك طولًا وسعة : الدرع السابغة . «لسان العرب ـ سبغ ـ 8 : 433» .
مقتبس من كتاب : الثاقب في المناقب / الصفحة : 360 ـ 364
التعلیقات