الغدير والزمن
السيد هاشم الهاشمي
2024 Oct 13الغدير والزمن
إلى أين تبحر هذي النفوس |
ويرحل هذا السحاب الندي | |
تنقّل عبر رفيف الظنون |
وأومأ كفّيه للموعد | |
تنقّل عبر صحارى الضياع |
تلوح علی دربه الأسود | |
وشقّ المتاهة عبر الحياة |
يلملم ظلّ المنى الشرد | |
وأحلامه خلف كون الضباب |
تطِلّ كإشراقة الفرقد | |
وجنّ المدى برياح العذاب |
تسرّب في وحشة المشهد | |
هنا التَهَم الركب ليل الشقاء |
وأمحل فيه ظلام الغد | |
ولمّا تثاءب جمر الجنون |
وماتت بقاياه في الموقد | |
هنا .. وقف الركب بعد الصراع |
وأومأ كفّيه للموعد | |
وخطّ على شرفات الزمان |
حروفا يقيم بها المهتدي |
* * *
أتسأل عن ذكريات الرسول |
وكيف تحدّى جبال المحال | |
وثورته في لهيب المخاض |
تعال لنحيى بتلك الليال | |
هنالك من هبّ رغم التساؤل |
ينداح في نظرات الرجال | |
هنالك من هبّ في وعيه |
يخوض الرياح ويطوي الجبال | |
ليمتدّ ظلّ شعاع الهدى |
ويفرش بالعطر تلك الرمال | |
وعند ارتعاشة ليل السكون |
يقوم على همسات الخيال | |
يُحدّق في قسمات السماء |
ويمتدّ من راحتيه ابتهال | |
وجود يذوب بدفء الهدى |
وقلب يهيم بتلك الظلال | |
تعال لنسأل عنه الفتوح |
تحدّى سيوف العدى والنبال | |
يدور مع الحقّ أنّی يدور |
« علي » وللحقّ أغلى منال |
* * *
ولكنّ خلف قلوب الرجال |
تعيش بقايا عصور الشقاء | |
فهبت لتوقظ فيها الجذور |
وتمتصَّ لعنتها ما تشاء | |
وللشرّ ألف جحيم يشبّ |
إذا جبنت في العروق الدماء | |
إذا الوعي تصمت أنفاسه |
إذا الاُفق يغلق عنه الضياء | |
بني الدين ، فالجيل في غفوةٍ |
تُخدّره زعقات الغباء | |
وقد آن للجيل أن يستفيق |
ويصرخ في الكون إنّا ظماء | |
فملؤ الحياة ضبابٌ ثقيلٌ |
ويبحث بين الضباب الشفاء | |
وفي كل أرضٍ تشب الشرور |
لتقذف أجيالها للفناء | |
بني الدين .. لا الحلم عبر الشعور |
ولا الحرف يحمل صوت الرجاء | |
لنعمل .. كفّ تبيد الشرور |
وكفّ تعبّد درب السماء |
* ألقيت في ندوة الأدب الرسالي في عيد الغدير في مسجد الهندي ذي الحجة 1387
مقتبس من كتاب : أنوار الولاء / الصفحة : 35 ـ 37
التعلیقات