الشعائر الحسينية
السيد هاشم الهاشمي
2024 Oct 13الشعائر الحسينية
هلّ المحرّم فهو شهر حداد |
لبس الجميع به ثياب سواد | |
فأحيوا المواكب والشعائر إنّها |
للمجد والإسلام خير عماد | |
فدم الحسين وذكره أبقى الهدى |
حيّاً مدى الأجيال والآباد | |
« أنا من حسين » فالهدى عبر المدى |
بالسبط يكبر بالسنا الوقّاد | |
وشعائر السبط الشهيد منائر |
تهدي الجميع لقمّة الأمجاد | |
فليخسأ الأعداء لا لن يطفأوا |
نورَ الطفوف فصوتهم في واد | |
قل للمغفّل حين يطعن جاهلاً |
بشعائر في حبّ آل الهادي | |
هي للهداية والولاء مدارسٌ |
تدعو الخير فتوّة وجهاد | |
ويعيش فيها المرء خير مشاعر |
روحيّة غيبيّة الأمداد | |
تهدي إلى خطّ الولا وتثير في |
وعي القلوب خواطر الإرشاد | |
كم طائش قد عاد عبر ظلالها |
للهدي بعد تشرّد وبعاد | |
ودعا « الأئمّة » في مصائبه إلى |
الجزع الشجيِّ وصرخة الإنشاد | |
لولا مواكبها المثيرة لاحتوت |
زمرَ الشباب محافلُ الإفساد | |
كم شارك العلماء في أجوائها |
متوسّلين بها لكلّ مراد | |
يخشى الطغاة ضجيجَها إذ أنّها |
كم خرّجت في الدهر جيلاً فاد | |
يمشي على درب الحسين مقاوماً |
دنيا يزيد وغيّه المتمادي | |
تدعو إلى حبّ الحسين ونهجه |
أبداً ، ورفض البغي والأوغاد | |
تبقى مدى الأجيال نبع هدايةٍ |
وبصيرة وفتوةٍ وسداد | |
ويظلّ صوت الناقمين وفكرهم |
بتخلّف وغباوة وعناد | |
فالرقص في الغرب الكفور وعريهم |
في رأيهم متطوّر الأبعاد | |
وشعائر السبط الشهيد تخلّفٌ |
والحج والإحرام إرثُ بَوادي | |
وتغيّرُ الأحكام فكرٌ ناهض |
وثباتها رجعيّة الأجداد | |
ووراء هذه التُرّهات مقاصدٌ |
نبعت من الأطماع والأحقاد | |
لولا عطاءات الشعائر ما أنبرت |
لعدائها في طارف وتلاد |
* * *
بهدى الخطابة والمواكب نهتدي |
لتعمّ ذكرى الطفّ كلّ بلاد | |
والنفس تظمأ للعواطف والنُهى |
فكلاهما يروي غليل الصادي | |
إنّ المبادىء بالعواطف والنُهى |
تُغري الشعوب تشدّ كل فؤاد | |
ويخاطب الإسلام إحساس الورى |
والعقل يدفعهم لكلّ رشاد | |
فلو انفردنا بالخطاب بواحدٍ |
منها فلن نحظى بأي مراد |
* محرم 1429
مقتبس من كتاب : [ أنوار الولاء ] / الصفحة : 76 ـ 77
التعلیقات