في الإمام السجاد عليه السلام
السيد هاشم الهاشمي
2024 Oct 16في الإمام السجاد عليه السلام
إنّي حملتُ إلى نَداك مرادي |
أنت الملاذ لمبدأي ومعادي | |
زين العباد تظلُّ رمزاً للتقى |
والصبر يلهج فيه كلّ مداد | |
هذي حياتك وهي حشد متاعب |
وعبادةٍ ومواعظٍ وجهاد | |
من كربلاء بدأتَ درباً ملؤه |
شوكٌ لتسلكه بكلّ سداد | |
ورأيتَ آلام الطفوف ورحلة |
السبي المريع ومحنة الأصفاد | |
ورايتَ أبطالاً تصدّوا للعِدى |
خاضوا المنون بعزمةٍ وجِلاد | |
حكمٌ اُقيم على الضلالة والخنا |
والزيف والإرهاب والأحقاد | |
حكّامهم وغدٌ ووحش كاسرٌ |
ومكابرٌ في غيّه متمادِ | |
آباؤهم شنأوا الرسول وإنّهم |
نقلوا العداء لعصبة الأولاد | |
ورثوا العداء من الجدود فهندهم |
مضغت بحقدٍ أطهر الأكباد | |
فيزيد ملؤ حياته وحل الخنا |
والخمر مثّل خُلقه ابن زياد | |
فالدين هدّد بغيهم ومجونهم |
لما تحدى سطوة الأوغاد | |
فسعوا لتحريف الشريعة بعد أن |
أرسى أصالتها دم الأجداد | |
وضعوا أحاديث الضلال وطاردوا |
نور الوصيّ وآله الأمجاد | |
ملأوا السجون وحاربوا صوت الهدی |
ليهدَّ للإيمان كلّ عماد | |
وتقنّعوا بالدين لكن عمرهم |
عفِن الفِعال مدنّس الأبعاد | |
حلموا بِعوْد الجاهلية بعدما |
هُدّت دعائمُها بجيل فادِ | |
جهدت على هدم الشريعة زمرةٌ |
خبرت دروب الهدم والإفساد | |
من أجل دنياها الوضيعة خطّطت |
بدهائها الجاني لكلّ فساد | |
بدأت مسيرتهم لتهديم الهدی |
منذ السقيفة أصل كلّ عناد | |
عزلوا الوصيّ ليحرموا دنيا الهدی |
والدهر من حكم النبيّ الهادي | |
حرموا العصور من السعادة والهدى |
والطهر والإيمان والإرشاد | |
علت الطغاة علی الشعوب وطاردوا |
جيل الهداة بكلّ حكم عادي | |
لن يطفأ الأعداء نور محمّدٍ |
وكتابِه والعترةِ الأوتاد | |
فالله يبطل مكرهم مهما عتوا |
لن توقف الزحف العظيم أعادي | |
ولأجل حفظ سنا الهداية واجهت |
خطط الطغاة إمامة السجّاد | |
متحدّياً إشراكها وعداءها |
ببصيرةٍ غيبيّة الأمداد | |
وسعی لنشر الوعي عبر وسائلٍ |
حفلت بكلّ هدايةٍ ورشاد | |
بالسبي بالخِطَب المثيرة بالدعا |
بصحيفةٍ للوعي والعبّاد | |
ويدقُّ أبواب الجياع ويطعم الفقراء |
في سرٍّ بلا ميعاد | |
وله كرامات تَردّد ذكرُها |
شدّت إليها كلّ قلب صادِ | |
ورأی طغاة العرش زحف ولائه |
ونفوذه الهادي بكلّ بلاد | |
تهفو القلوب لنهجه لا تنثني |
بالقمع والإغراء والإيعاد | |
حتى إذا عجز العدی لما رأوا |
حبّ الإمام يضمّ كلّ فؤاد | |
دسّ الوليد إليه سمّاً غادراً |
خابوا فإنّ الله بالمرصاد | |
ظنّوا بأن قتلوه لكن نهجه |
باقٍ مدی الأجيال والآباد |
ربيع الثاني 1428
مقتبس من كتاب : أنوار الولاء / الصفحة : 98 ـ 100
التعلیقات